من الباب للكوسر فرج
جرعة أمل يتعاطاها أهلنا. عالجوا اوجاعهم بتلافيف ذلك الزمن الذي يبكي عليه من ابصره باذنيه و يبكي منه عاصره.. اليوم أكملت الـ٣٦ سنة بوظيفة الغاية منها الابتعاد عن خدمة العلم قدر المستطاع. فاليوم أو بعضه يعني فرصة حياة اطول يكابدها رجال السنوات طويلة الأيام. المعوق فيها محسود على عاهته.. النعمانية بمحافظة واسط كانت مهبط قدمي الأول بالوظيفة.. و معراجي لـ ٦٦ شهر عاصرت فيها حربي الخليج.. فما أن جف عرق السرج من الأولى حتى ولجنا جهنم من بابها الأوسع.. لنكون مخالب القائد بافتراس الكويت.
شاهدا.. على وأد اماني عشرات من اترابي الذين حل أكثرهم بوادي السلام قبل أن ينعموا بالسلام الذي يحلموا به. تعودت زيارة بعضهم لاذكرهم بموقف تقاسمنا فيه الحزن أو اكثرنا سواد السعادة.. فهم قريبون من قبر ابي الذي بكى بعضهم تضامنا معي فالضحايا أكثر من أخوة لي و طالما استعان بهم ايام غيابي عنه..
سنوات.. بالتأكيد هي الفاني الأكبر من رقم عمري الذي سيكتب بآخر شهادة سيستغلها الوارثين بتفريق ما جمعته.. ظُلِمت فيها كثيرا.. و حاولت أن لا أظلم أحدا..
رغما عني ركبت سفن الاهواء لغيري فاغضبت كلماتي المتنافسين على نهب امتعتنا.. مع اننا بمركب خرّقها خُرْق المصلحين.. اعتذر لهؤلاء. من يدري لعلنا نغادر هذه السفينة النازفة قبل أن تغرق بنا جميعا..
اما المتحزبين لفئة فلا عذر لهم عندي و خشيتي من سفهائهم جنبني الخوض بلومهم.. و ان قالوا (إنما نحن مصلحون)..
سنة 2020 مميزة من رقمها المتناظر و لفظه و ما احتوته من أحداث جائحة .. نسأل الله تعالى أن يبدلنا خيرا منها.. أعوام تجبر خواطرنا و تبرئ جروحنا و الرحمة لمن غادرونا فيها مأسوفا عليهم.. و حمدا لله ان ارانا نهايتها..
(من الباب للكوسر فرج)
31 ك١ 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق