٢ آب ١٩٩٠

 ٢ آب

(الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر)

لم يتميز أحدهما عن غريمه في سجن كبير.

(تحسين) . المتزوج حديثا آملا بالتسريح من خدمة العلم لا يُخفي علينا بعض أطراف علاقته الحميمية. فنحن أخوة الباساء..

اما.. (عامر) .. فقد تعمد الإفطار بمواقعة حليلته بعد تأخير إجازته بتقديم غيره.. (مدة  الاجازة كانت ٧ ايام بعد ٢٨ يوم) 

و ألزم نفسه الصوم كفارة للحظة حسن ظن بالله..

بقية القطيع..  منهم انا رفعنا شعار جبران خليل جبران ( البلبل لا يحوك عشا بالقفص كي لا يورث صغاره العبودية).. فتجاوز اصغرنا ٢٨سنة عزوبية.. 

١ آب ١٩٩٠

هذه المجموعة التي نجى أفرادها من الموت بحلقات القادسية بعد أن التقطت مناقير  سهامها زملائهم. و ملاقط  دهاليز الأمن حصاد كلمات بعضها عفوي .. تنتظر مكرمة السيد الرئيس بالموافقة على تسريحهم من الخدمة ليعودوا لوظائفهم و عوائلهم لبناء أسر و التمتع بحياة جدران سجن أوسع قليلا..

 البريد..

خالي من بشرى طالما تعود المعتمد (موسى) سائق دراجة MZ من استلامها من المستفيدين من قرارات التسريح للمواليد السابقة..

... برقية عاجلة.. بالتهيؤ للنقل لوجهة مجهولة و جهد استثنائي للجميع بيوم مرتفع الحرارة و رطوبة أجواء البصرة بذلك الموسم انهكت الجميع نفسيا و جسديا..

لم يتمالك ( تحسين) من كتم مشاعر غضب تجاه قائد الأمة. خوفنا على أنفسنا من تسلل منافق ليرفع تقرير بالحالة لاستخبارات الفرقة لا يقل من خشيتنا عليه شفقة على أسرته الجديدة... فهو يتيم الأب حديثا.. سارعت والدته الأرملة بجبر خاطرها فرحة بزواجه..

انتهى... حلم التسريح.. لنسمع باليوم الثاني بيان صادر من القيادة العامة للقوات المسلحة

 ( انهم فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى)

استغلال بشع للقرآن الكريم فلا بيان يصدر زورا الا ابتدا بآية شريفة منه..

انهيار كبير بجدار الأعصاب و تداعي لاحجار الصبر و هطول شلالات من العرق و زوابع  كلمات بذيئة من يائسين ينتظرهم نفق مظلم..

تحركنا بآليات أنهكتها سنوات الحرب العجاف.. فكل عجلة محملة تقطر أخرى.. إلى ان دخلنا العبدلي.. فبدأ مسلسل التغيير الآلي بالاستحواذ على عجلات حوضية لتعويض النقص.. و تحديث أسطول الوحدات العسكرية و اجتهدت ورشات الصباغة بقسم الآليات لتغيير ألوان العجلات المدنية للكويتيين.. حتى أن نصيبنا كان سيارة سعاف مخصصة لحملة حج أهلية... توفي من سلبها قبل أن تغرب عليه شمس ذلك اليوم اللاهب .. أيقن بعضنا أن لألم  المظلومين  حوبة.. 

شاهدت الانتهاكات و سمعت أنواع البذاءات للمدنيين المقيمين منهم و المواطنين.. الكثير أمثالي الرافضين سرا لهذه الخروقات لا نستطيع ممارسة تطبيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..

البقية غير خافية عن الراشدين و لا اقصد الخلفاء قبل ٢ آب ١٩٩٠.. و التي ما إن ختمت بخيمة صفوان الذل حتى بدأ عهد جديد أشر من سلفه على أيدي سفلة القومية و اعراب الوطن.. مقابر جماعية على عرض تراب الوطن.. 

لست جمادا لكي لا اتاثر بما سمعته من انتهاك صارخ قامت به مجموعة أمنية.. بحق صبي متظاهر ساقه الإعلام العاري للتعبير عن حاجاته التي كان نصيبه منها ما شاركه الكثير.. 

هؤلاء المتباكين على هذا النموذج من الضحايا امطروني أمس بوابل قيحهم المعوي فلم يذروا لي صلة الا و أساءوا إليها لاني رأيت جهلة قومي يتجاوزون على أفضل من استشهد بالقرن الحادي و ذل المسلمين على أيدي أشر الخلق أجمعين. فنصرته . بعض هؤلاء الشتامين يعمل بالعتبات المشرفة التي تكفل رزقه بلا تعب.. و لا عمل.. فيقدم الوطن على الإيمان.. و العقيدة.. فهو يرى (ماري) بما كشفت أفضل من  ستر عرضه بما بذل من جهد توج بالدم و النفس..

و بعضهم من بيئة ينظر إليهم الآخرين انهم طبقة العبيد و الخدم... 

نحن نعيش #أمية_أخلاقية.  أخلاق... نجدها عند البوذي الشرقي و نلمسها بسلوك الملحد الغربي.. و نفقدها بسلوك المسلمين و ألفاظ الثوار و الوطنيين..

و كل ٨/٢ و أمل يتجدد بعودة الفرع للاصل الذي لا صلة فيه للضعيف

حجي باسم الصالحي

٢ آب ٢٠٢٠