بين نارين
أدركنا انقسام العالم بين معسكرين .. الاتحاد السوفيتي سابقا(حلف وارشو).. و الولايات المتحدة الأمريكية (حلف الناتو)
بعد تفكك الاتحاد و انهيار جدار برلين و توحد القارة العجوز سياسيا و ولادة اليورو كعملة أوربية موحدة مقابل الدولار.. انفردت أمريكا بالعالم. بعد خمول هذه العمله و حياءها من الدولار .
أصبح العراق و محيطه العربي ساحة عمليات عسكرية بعد استدراج منظم لحروب خارجية و داخلية. غايتها تحطيم القدرات العسكرية لهذه الدول تمهيدا للماثور الديني (المسيحي - اليهودي بتدمير أرض بابل تمهيدا لنزول المسيح أو إقامة إسرائيل كبرى..) و اتخاذها منصات لمهاجمة المحور الصيني الجديد و من يدور بفلكه من دول أهمها إيران.. التغلغل الإيراني الاثني المذهبي داخل العراق و محيطه يغذي الممانعة للدور الأمريكي الذي استطاع بعد عمليات طحن لعظام المؤسسة السياسية و العسكرية و رهن الاقتصاد العراقي لهوى البيت الأبيض بعد أن اجهزت البنتاگون بادواتها الإسلامية بترويض الأقاليم الممانعة و المقاومة فأصبح ثوارها دعاة لبقاء القوات الأمريكية . من جانب آخر كان للإعلام دور بشيطنة من حارب الإرهاب و حرر المدن التي استولى عليها تنظيم الدولة التي اسسته أمريكا لغرض فرض إرادتها بالعودة و بقوة للبقاء طويل الأمد..
اقول..
مؤشرات اضمحلال القوة الأعظم كثيرة.. ليس آخرها فتنة (جورج فلويد) و فقدان سيطرتها على المنظمة الدولية بفشلها المتكرر باستصدار قرار إدانة لإيران.. مع تنامي قدرات منافسيها.. لا يجلب للعراق ما يريده الداعين للحرب مع إيران..
فما أسرع تقلب القرارات الأمريكية حسب ظروف الضغط الشعبي داخل أمريكا..
الذوبان بمحور ضد آخر مغامرة خاسرة.
و استعداء إيران القوة الأعظم بالعراق تاريخيا و المراهنة على تغيير حكمها الحليم تجاه العراق و المنطقة سيندم من يسعى إليه..
شاه آخر يعني شرطي جديد. و تدخل أكبر.. لا سيما و نحن نتناسى الاحتلال التركي لأجزاء واسعة من شمال البلد. و التوسع الكويتي و السعودي . فإن حدث ذلك لا استبعد تواجد جيش إيراني بذريعة لا تختلف عن ذريعة تركيا ..
..... اتمنى...
ان ندرك حجمنا و نتعايش مع تناقضاتنا بلا إقصاء أو تخوين.. و إلا فنحن إلى زوال..
حجي باسم الصالحي