الأربعاء، ديسمبر 09، 2020

صمّاح

 صمّاح..

شاب اجتماعي مرح يحب العلم تعلم القراءة بالجيش بعد فوات فرصة التعليم لعدم وجود مدرسة قريبة بدائرة نصف قطرها > ١٥ كم. كان يستعير كغيره من الباحثين عن المعرفة على ندرتهم. الكتب من والدي رحمه الله الذي كان صندوقه الحديدي أشبه بالمكتبة العامة بتلك القرية القصية .  في حين كان المصحف الشريف الوحيد الذي يقرأ به صباح مساء باوراده بعد الفرائض.

و يقسم به المتهمين بنظر غيرهم بخصومات لا تدوم طويلا.. فيما يستفتح به لآخرين. 

صماح... يتردد كثيرا و تبدو عليه علامات الثقافة و مفردات لا نسمعها الا من المذياع.  مساء ذلك اليوم من خريف العقد  السبعيني للقرن الراحل.. أعلن عن رغبته ضم والدي لتنظيم ديني غايته الدعوة للإسلام و إخراج المسلمين من ضلام الجاهلية و انتشالهم من الفقر الموزع بعدالة على ساكني هذه القرى المنسية الا من خدمة العلم الإلزامية ليكونوا ضحايا عصابات التمرد البارزاني في الشمال...

رفض والدي العرض شاكرا لـ (صماح) ثقته به و حبه لمستقبل احسن  قد ينال به اجر  تغيير الحال ان آلت الأماني   لما يدعو إليه...

تألم والدي كثيرا لسماع اعتقال الداعية صماح.. و لحق به أخيه (ميّاح) الذي اقتيد من وحدته العسكرية بجريمة صلة النسب..

كان السؤال عنهما مخاطرة. قد يؤدي بالسائل لمصير مجهول. لا سيما و هو  يخشى أن يذكر المعتقل صلته (الثقافية) و عرضه السخي الذي يعتبر جواز دبلوماسي للإعدام بالاساليب الوطنية.. 

عرفنا فيما بعد  أنهما اعدما و لم تسلم لذويهم شهادات وفاة  اما رفاتهما فكانت كالآلاف غيرهم توزعت بين الصحراء أو الأنهار أو الحامض المذيب....

صورة... من الماضي قد تتكرر. في بيئة يترحم فيها ابن الضحية على جلاد ابيه...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حاولنا وفشلنا

  بعد عشر سنوات تجرعنا بها آلام عشرات المفخخات (السنيه ) التي تحصد ارواح ابنائنا بلا تمييز بين مدرسه او مسجد او سوق !!! أجبرونا على الرد,...